الشيخ محمد رفعت.. قيثارة السماء تمطر طربًا وملائكة

اسمحولى النهارده اخدكم فى جوله الى عالم الى اخر سأريكم فى هذه الجوله شخص طالما عشقت ان اسمع اسمه فما بالكم عندما اسمع صوته
انه صوت الملائكه - قيثاره السماء - انه صوت رائع لامثيل له اسمحولى اكلمكم النهارده عن الشيخ /محمد رفعت واعذرونى ان طال الحديث فانا اعشق ذلك الشيخ فطالما استمعنا له فى اذاعه القران الكريم الساعه السادسه والنصف ونحن نتناول الفطار قبل الذهاب للمدرسه وطالما استمعنا لصوته قبل اذان المغرب وخاصه فى ايام رمضان ,طالما وطالما اطمئنت قلوبنا بصوته ,رحمه الله عليه

نزل القرآن فى الحجاز، كُتِب وطُبِع فى الشام، وقُرئ وحُفِظ فى مصر، ربما يرى البعض هذا من قبيل التصنيف الظالم لكثير من البلدان، والمنصف بما يفوق الحق والحدّ المقبول لبلدان أخرى، ولكنها تظل جملة تقف على تخوم الحقيقة بدرجة كبيرة، ولا تحتاج للاقتناع بها اقتناعًا تامًّا لا يُداخله الشك، إلا لدقائق قليلة تنفقها فى حضرة قيثارة السماء، ورئيس دولة التلاوة القرآنية، وحنجرة الملائكة التى تهادت ورفرفت فى جسد إنسان، الشيخ محمد رفعت.
كان الشيخ محمد رفعت بداية حقيقية لمدارس التلاوة القرآنية، بإدراكه الواعى لظواهر وبواطن النص القرآنى، وسعيه الدائم إلى اكتشاف الظاهر والخفى عبر حنجرته البرّاقة، وبإتقانه المدهش لمقامات الموسيقى وقراءات القرآن المختلفة، وقدرته على التنقّل بينها ببراعة وخفّة وسحر، إلى حدّ يجعل النص القرآنى حياة كاملة تتشكّل فى الوعى والروح والمخيّلة، عبر حنجرة مؤمنة تنتصب كمئذنة فى ميقات صلاة، وتسجد كجبهة فى قيام ليل، لتضعك أمام كل احتمالات المعنى والبناء والمتعة والتفكّر والترهيب والترغيب فى آن واحد، إلى حدٍّ جعل الناس يطلقون عليه لقب “صوت الرحمة وسوط العذاب”، لأنه يستطيع إدخالهم مباشرة إلى عالم القرآن دراما وحياة ومعايشة، فيصبح الترغيب والرحمة واقعيين نقيّين فردوسيّين، ويصبح الترهيب والعذاب أمرًا ماثلاً وجحيمًا مستعرًا فى المخيّلة.

وِلِد الشيخ محمد رفعت فى التاسع من مايو عام 1882 فى حى المغربلين بالقاهرة، لأب يعمل مأمورًأ بقسم شرطة الخليفة، فقد رفعت بصره وهو فى الثانية من عمره، ثمّ فقد والده وهو فى التاسعة، فوجد نفسه مضطرًا إلى إعالة أسرته، فلاذ بالله واعتصم بالقرآن الكريم، التحق بكُتّاب مسجد فاضل باشا فى درب الجماميز بالسيدة زينب، ودرس علوم القرآت والتفسير والمقامات الموسيقية على أيدى علماء وفقهاء وشيوخ عصره، ثمّ تولّى القراءة وإقامة الشعائر فى مسجد فاضل باشا وهو فى الخامسة عشرة من عمره، وافتتح الإذاعة المصرية بصوته فى عام 1934 بآيات من صورة الفتح، قبل أن يُسجّل القرآن لإذاعة “بى بى سى”، ويُعرف عالميًّا ويجوب العديد من دول العالم الإسلامية وغير الإسلامية.

لم تسعف تقنيات التسجيل والحفظ فى النصف الأول من القرن العشرين على تدوين وأرشفة كل إبداعات وقراءات الشيخ محمد رفعت، خاصة وأنه لم يعاصر الإذاعة والاسطوانات إلا بضع سنوات قلائل لظروف مرضه وتراجع صحته، ولكن ما وصل عنه يحمل بصمة يندر أن تتكرّر، ويندر أن تختلط ببصمة أخرى أو تضارعها أيّة بصمة مهما أبدعت، فما زال صوت رفعت القادم من بدايات القرن عبر اسطوانات وأجهزة تسجيل بدائية يستطيع أن يحرك سواكن القلب وأوتاره، وما زال صاحب أشهر أذان عرفه الناس، وربما دون أن تعلم تكون أحد المتيمين ومدمنى هذا الأذان، فلا يمكن أن يأتى المغرب فى رمضان – بالنسبة للمصريين وإذاعتهم وتليفزيونهم وصيامهم – إلا لو كان محمد رفعت وحنجرته وأذانه يقفون فى استقباله.

أُصِيب الشيخ محمد رفعت بمرض سرطان الحنجرة سنة 1943 – كان يُعرف وقتها بمرض “الزغطة” – وهو ما اضطره إلى الانقطاع عن قراءة القرآن، وقاده إلى مرحلة من المعاناة والاحتياج الماديين، ولشهرته ومقامه سعى الكثيرون من الملوك والأمراء والوجهاء إلى مساعدته، ولكنه رفض الأمر وكان متشدِّدًا فى رفض، وقال قولته الشهيرة: “قارئ القرآن لا يُهان”، واستمر على معاناته ومرضه إلى أن اجتباه الله إلى جواره فى نفس يوم مولده – التاسع من مايو – بعد 68 عامًا من الانسيال على هامات الكوكب والناس كحِزَم من الطرب والموسيقى والخشوع والملائكة، ليظلّ اسمًا مُسطَّرًا بحروف من نور وذكر حكيم فى كتاب المبدعين، ويظلّ رغم الزمن واختلاف الناس والذائقة وتقنيات التسجيل والإذاعة، رئيسًا أبديًّا لدولة التلاوة العطرة.

قالوا عن الشيخ محمد رفعت
قال عنه الأديب محمد السيد المويلحي في مجلة الرسالة: "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها، وإنه بصوته فقط يأسرنا ويسحرنا دون أن يحتاج إلى أوركسترا".

ويقول عنه أنيس منصور: "ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر".

ويصف الموسيقار محمد عبد الوهاب صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة، وسئل الكاتب محمود السعدني عن سر تفرد الشيخ محمد رفعت فقال: كان ممتلئًا تصديقًا وإيمانًا بما يقرأ.

أما علي خليل "شيخ الإذاعيين" فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض". ونعته الإذاعة المصرية عند وفاته إلى المستمعين بقولها: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم عَلَمًا من أعلام الإسلام". أما الإذاعة السورية فجاء النعي على لسان المفتي حيث قال: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام"!!.


رحمه الله عليك شيخنا الكريم , طالما اطمئنت قلوبنا ونحن نسمعك تتلو القران بصوتك الملائكي
روائع المقامات في تلاوة سورة الرحمن الاسطورة صوت السماء محمد رفعت رحمة الله

الاذان المميز بصوت الشيخ محمد رفعت