10- القارئ الشيخ / احمــد الرزيقــــــــــــــــي_رحمه الله
نبذه عن حياته
الاسم أحمد الشحات أحمد الرزيقي .. نسبة إلى بلدته (( الرزيقات قبلي )) أمين عام نقابة القراء , وقارئ مسجد السيدةنفيسة بالقاهرة
, ولد يوم 21/2/1938م بقرية الرزيقات قبلي مركز أرمنت قنا ألحقه والده المرحوم الحاج الشحات بالمدرسة الابتدائية بالقرية .
رضي الطفل بهذا لأنه هو الأسلوب المتبع لدى الناس جميعاً وذات يوم خرج الشيخ أحمد من البيت قاصداً المدرسة فرأى حشداً من الناس
أمام بيت المرحوم الحاج الأمير داود التاجر المعروف بالمنطقة والذي كان هو الوحيد الذي يمتلك (( راديو )) في القرية فسأل الطفل
الصغير عن سر ذلك التجمهر اللافت للنظر, وكأن عناية السماء تدخلت في حياته لتنبئ عما كتبه الله له فساقته الأقدار إلى البحث عن
سبب تجمع الناس في جو شديد البرودة في هذا التوقيت بالذات قبل السادسة صباحاً – فقيل له لأن ابن بلدنا الشيخ عبدالباسط عبدالصمد
, دخل الإذاعة وسوف يقرأ الآن بالراديو فجلس معهم الطفل الصغير صاحب العقل الكبير , ليس ليشاركهم الفرحة فقط, ولكن لأشياء
سيطرت على كيانه. وبينما الجميع في الانتظار, مشغولين بإذاعة اسم ابن بلدهم بالراديو , وانطلاق صوته العذب الجميل عبر جهاز
لا حول له ولا قوة من وجهة نظرهم مع علمهم بأنه سينطق بقدرة الله الذي أنطق كل شيء. ولكن الطفل تدور الأمور برأسه دوراناً
خالصا, لسان حاله يقول بصوت داخلي يهز المشاعر: إذا كان هذا الحب, وهذا التفاني, وهذا الانتظار من أجل الشيخ عبدالباسط الذي
وصل إلى قمة المجد, فما هو المانع من أن أكون مثله؟ إذا كان قد حفظ القرآن فإن شاء الله سأحفظ القرآن مثله! وإذا كان صوته جميل
فهذا ليس على الله بعزيز. لحظات وانطلق صوت المذيع معلنا عن اسم القارئ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد, إذا بالجميع وكأن الطير
على رءوسهم , لا ينطق اللسان, ولكن القلوب تهتف وتتراقص طرباً واستحساناً لابن بلدهم حسن الصوت. وبعد انتهاء التلاوة تبادل
الحاضرون فيما بينهم عبارات التهاني والفخر والسرور, وانصرف الشيخ أحمد من بينهم دون أن يشعر به أحد, ليغير طريق حياته
كلها قبل أن يغير طريق الوصول إلى المدرسة. واتجه إلى الكتّاب مباشرة, وألقى السلام على الشيخ واستأذنه في الجلوس بين أقرانه.
وبدأ معهم الحفظ وظل يتردد على الكتّاب لمدة أسبوع دون أن يعلم أحد من البيت. ولكن المدرسة أرسلت خطاباً يحمل مدة الغياب عن
المدرسة, فتعجب والده لأن الابن يخرج من البيت إلى المدرسة في الموعد المحدد ويعود بعد انتهاء اليوم الدراسي . فانتظر الحاج
الشحات ابنه أحمد ليعرف منه سبب الإنذار. لم يخطر على بال الوالد أن الابن قد تغيب, ولما عاد الشيخ أحمد إلى المنزل ككل يوم
سأله والده أين كنت الآن ؟ وهل كنت بالمدرسة أم لا ؟ فرد الشيخ أحمد على والده بفلسفة وأسلوب لا يصدق أحد أن طفلاً يتحدث به
ورد قائلاً لوالده: ولماذا لم تسألني منذ تغيبت إلا اليوم ؟ فقال له والده: لأنني كنت معتقداً إنك رايح المدرسة وجاي من المدرسة !
فقص عليه ما حدث فاحتضنه أبوه وقبّله وقال له: يعني أنت اتخذت القرار من نفسك قال: نعم فشجعه على ذلك وفرح جداً. وسأله
عما حفظ من القرآن , فقرأ عليه , فدعا له بالتوفيق وأقره في ذلك .
كان الشيخ أحمد حريصاً على متابعة مشاهير القراء عن طريق الإذاعة , وبالأماكن التي يسهرون فيها في الصعيد ليتعلم منهم
ويقتدي بهم. وبعد أن حفظ القرآن كاملاً وهو ابن العاشرة, كافأه الوالد بأن اشترى راديو ليستمتع الشيخ أحمد بالاستماع إلى
قراءة الرعيل الأول بالإذاعة. وكان الشيخ أحمد يحاول تقليدهم فيحضر زجاجة لمبة الجاز نمرة (( 5 )) ويضعها على فمه
ويقرأ بها لتكون كالميكرفون وتحدث صوتاً يساعده على القراءة. يقول الشيخ أحمد الرزيقي : مثلاً كنت أضع للشيخ أبو العينين
شعيشع صورة معينة في خيالي, ولكنني لما رأيته تعجبت لأنني كنت متخيلاً أن هؤلاء الكواكب والنجوم الزاهرة ليسوا كمثلنا,
ولكن كالملائكة, ولما قابلت الشيخ أبو العينين قلت له الحقيقة غير الخيال, كنت متخيلاً أنك في جمال سيدنا يوسف عليه السلام
وضحكنا أنا والقمر الذي يضيء دنيا القراءة السيد النقيب صاحب الفضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع. وشاءت الأقدار بفضل الله
وبفضل القرآن أن أكون الأمين العام لنقابة القراء في ظل رئاسة الشيخ أبو العينين للنقابة أي (( النقيب )) وانتقل الشيخ الرزيقي
من كتّاب الشيخ محمود إبراهيم كريّم الذي حفّظه القرآن وعلمه حكايات من القصص الديني الذي يروي حياة الصحابة رضوان
الله عليهم, وعلمه بعضاً من الفقه والسنة والتاريخ الإسلامي, وجزءاً من حياة النبي (ص) . انتقل إلى معهد تعليم القراءات ببلدة
أصفون المطاعنة القريبة من قريته الرزيقات قبلي. حيث تعلم التجويد والقراءات السبع وعلوم القرآن. يقول الشيخ أحمد الرزيقي:
(( وتخيلت أنني لو سلكت طريق القرآن فسأكون قارئاً مشهوراً للقرآن الكريم. فرافقت القرآن مرافقة الخادم لسيده .. لأن شيخي
علمني الكثير والكثير, وكانت رعايته ترقبني لأنه توسم فيّ خيراً كما قال لي. ولذلك فضله عليّ كبير, لأنه علمني أشياء أفادتني
في حياتي كلها. علمني الكياسة والفطانة وكيفية التعامل مع الناس, وكيف أفكر قبل إصدار القرار, حتى في نطق الكلمة, أتذوقها
أولاً فإذا كان طعمها مستساغاً أنطقها, ولكنها إذا كانت مرة المذاق , فسوف تكون أكثر مرارة إذا خرجت من لساني. وعلمني
متى أتحدث, وفي أي وقت أتحدث, وكيفية احترام الكبير والصغير, فكان الكتاب جامعة داخل كتاب.
كان الشيخ محمد سليم المنشاوي أحد علماء القراءات في مصر والوجه القبلي, لقد علّم الشيخ عبدالباسط القراءات وذلك بمعهد
أصفون المطاعنة , وكان هو شيخ المعهد في ذلك الحين. ولثقة الجميع بالشيخ سليم وخاصة بعدما تخرج الشيخ عبدالباسط على
يده, لم يتردد الشيخ أحمد الرزيقي في الذهاب إلى الشيخ سليم. وبأصفون تلقى علم القراءات وعلوم القرآن ساعده على ذلك القرابة
التي كانت تربطه بأهل أصفون يقول الشيخ أحمد : (( .. ولم أشعر بالغربة داخل بلدتي الثانية أصفون نظراً لأنهم أبناء عمومتنا,
وتربطنا بهم علاقة الدم والنسب والأرحام, وكان أهل المطاعنة يطلبون من الشيخ محمد سليم زيارتي لهم, فكان يوافق الشيخ رحمه الله.
وبعد ذلك ذاع صيت الشيخ أحمد الرزيقي في كل مدن وقرى الوجه القبلي فانهالت عليه الدعوات ليسهر رمضان, ويحي المآتم والمناسبات الدينية,
وأصبح محل ثقة وحب الجميع في صعيد مصر. ولم تتوقف الموهبة الفذة عند هذا الحد, ولكنها حملت صاحبها إلى القاهرة على
أجنحة الالتزام والتقدير والاعتزاز بكتاب الله عز وجل : فاشتهر في القاهرة بين كوكبة من القراء يتنافسون بحب في لقاءات
وسهرات من الصعب أن يحدد المستمع من هو أقوى طرفيها أو أطرافها, لأنها كانت سهرات جامعة شاملة, في مناسبات معروفة
ومحدد الزمان والمكان, يقيمها كبار تجار القاهرة في كل المناسبات وخاصة في المولد النبوي الشريف, ومولد السيدة زينب والإمام الحسين
. وكان يصادف أن يدعى اثنان أو ثلاثة في سرادق واحد وربما كان من هذه الأسماء الشيخ رفعت والشعشاعي وشعيشع والمنشاوي
ومصطفى إسماعيل وعبدالباسط وغيرهم: فكان من الصعب أني يأتي قارئ من الأقاليم ليفرض نفسه على الساحة بين قمم جبال راسخة
, ولكن الحظ وحده جعل الشيخ أحمد يسلك الطريق, وينحت في صخور ليخط له اسماً بفضل الله تعالى, ثم بفضل شيخ مخلص هو
المرحوم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد, الذي ساعد الشيخ أحمد الرزيقي وشجعه على القراءة بين هؤلاء العمالقة داخل مدينة القاهرة التي
وقع مستمعوها تحت سيطرة محكمة من كتيبة القراء التي فتحت دنيا القراءة أما أجيال ستظل تنهل من بحر عطاء لا ينضب ومجد
لا ينتهي صنعه أصحاب المدارس الفريدة رحمهم الله , ونفعهم بما قدموا للمسلمين والإسلام.
كان الشيخ الرزيقي ينزل القاهرة قبل الاستقرار بها وأول شيء يفعله يتجه إلى عترة رسول الله (ص) وخاصة الإمام الحسين والسيدة زينب.
وبعد ذلك يتجه إلى الشيخ عبدالباسط يتدارس معه شئونه القرآنية, وليستفيد من توجيهاته الذكية الرشيدة, وتعليماته الدقيقة. يقول الشيخ الرزيقي:
وذات مرة جئت إلى القاهرة وكالعادة ذهبت إلى الشيخ عبدالباسط فقال لي: خلاص لن تعود إلى الصعيد: فقلت له : لماذا يا فضيلة الشيخ قال
: لأنك ستسهر معي وتقرأ معي حتى تشتهر وتدخل الإذاعة إن شاء الله . وأخذني معه في كل مكان, وقرأت معه في كل المحافظات
حتى ذاعت شهرتي , واستمع إليّ كبار المسئولين بالدولة . وأذكر أنني قرأت أمام الفريق سعد الدين الشريف و د.حسن عباس زكي
وفريد باشا زعلوك والأستاذ نبيل فتح الباب , فأعجبوا بتلاوتي وأدائي , وقالوا حتماً ستكون قارئاً بالإذاعة. وكتب لي فريد باشا
زعلوك خطاباً إلى صديقه الأستاذ الشاعر محمود حسن إسماعيل مراقب الشئون الدينية والثقافية بالإذاعة وقتذاك. ولكنني لم أذهب
بالخطاب إلى الإذاعة وإنما سافرت إلى الصعيد. وفي عام 1967م وكنت محتفظاً بالخطاب – جئت إلى القاهرة وذهبت إلى الإذاعة
لأقابل الأستاذ محمود حسن إسماعيل , وقلت له: حضرت إليك برسالة من رجل عزيز عليك, وصاحب فضل عليك. فقال من فريد
باشا زعلوك ؟ فقلت له نعم: فتلقف الرسالة بشغف وتأملها, ولكنه قال: يا أستاذ فيه قرار بعدم انعقاد اللجنة إلا بعد إزالة آثار العدوان.
فقلت له أدعو الله أن يزيل آثار العدوان, وأن ينصر مصر, وقلت له عندما – يأذن الله سأحضر إلى الإذاعة . وعدت إلى البلد ,
أقرأ القرآن في كل بلاد الوجه القبلي , وبعض محافظات الوجه البحري.
الرسالة التي كتبها إلى الرئيس السادات وردّ الرئيس عليها :
يقول الشيخ أحمد الرزيقي : (( .. جلست تحت شجرة فمسني نسيم الهواء الطاهر , فحرك مراوح القلب وأنعش روحي التي استوت
على حروف القرآن , لأكتب رسالة حددت مستقبلي القرآني إلى الرئيس الراحل أنور السادات قلت فيها: الأخ العزيز الرئيس
محمد أنور السادات تحية طيبة وبعد .. إني أكتب إليك هذه الرسالة لا لأنك رئيس الجمهورية ولا على أنك الحاكم , وإنما على
أنّك شقيق يشعر بآلام أخيه وأما قصتي فهي أنني أتلو القرآن الكريم , وأتقي الله في ذلك, وأصاحب القرآن منذ طفولتي, وجعلت
نفسي خادماً له. فلم يأل القرآن جهداً في إسداء النصح إليّ, وإني قد ذهبت إلى المسئولين بالإذاعة فقالوا لي: لن تنعقد لجنة اختبار
القراء إلى بعد إزالة آثار العدوان. وها نحن الآن وقد تفضل الله علينا بإزالة آثار العدوان, وانتصرنا في حرب أكتوبر, التي كنت
أنت قائدها: فأرجو سيادتكم التفضل باتخاذ ما ترونه من إخطار الإذاعة أن تبعث لي بموعد اختباري كقارئ بها .. وبعد أيام قلائل
جاءني رد الرئيس السادات على رسالتي برسالة تقول: الأخ العزيز القارئ الشيخ أحمد الرزيقي تحية طيبة وبعد – لقد وصلتنا
رسالتكم الرقيقة والتي حملت بين سطورها معاني المحبة والإخلاص .. وقد اتصلنا بالإذاعة فوجدنا طلبكم موجوداً, وسترسل الإذاعة
لاستدعائكم للاختبار , فأدعو الله لكم بالتوفيق, وأرجو لكم النجاح, وإخطاري بنجاحكم حتى أستمتع بالاستماع إليكم .. محمد أنور السادات .
وكانت فرحة الشيخ أحمد الرزيقي لا توصف باهتمام الرئيس السادات بخطابه والرد عليه.وركب أول قطار بعد وصول الرسالة إليه
من الرئيس السادات ووصل إلى القاهرة واتجه إلى الإذاعة, وحدد المسئولون له موعداً لاختباره, ودخل اللجنة في الموعد المحدد.
ولكن اللجنة رأت أنه يستحق مهلة 6 شهور عاد بعدها واعتمد قارئاً بالإذاعة بعد أن أثنى عليه كل أعضاء اللجنة, وحصل على تقدير
الامتياز, ليصبح واحداً من أشهر قراء القرآن الكريم بالإذاعة المصرية والإذاعات العالمية كلها.
ذكريات الشيخ الرزيقي مع الشيخ عبدالباسط عبدالصمد :
يقول الشيخ الرزيقي : لي مع المرحوم الشيخ عبدالباسط ذكريات كثيرة جداً : سافرت معه إلى معظم دول العالم. وكان بمثابة التابع
لي ولست أنا التابع له . وذلك من حسن خلقه – فكان مهذباً ومتواضعاً وعلى خلق. فعلى سبيل المثال سافرت معه إلى جنوب أفريقيا,
وكانت مشاكل العنصرية هناك لا حدّ لها, ويصعب السفر والإقامة بها آنذاك. ولما وصلنا جوهانسبرج وجدنا جماهير غفيرة في استقبالنا,
وخاصة من البيض, وكثير من رجال الصحافة. فقلت للمرحوم الشيخ عبدالباسط : خلي بالك من نفسك فقال الحافظ هو الله وجلسنا
بصالة كبار الزوار بالمطار , وأقبلت علينا سيدة صحفية فقال لها الشيخ عبدالباسط تحدثي مع زميلي الشيخ الرزيقي .. أنا تابع له
فتحدثت معي وقلت لها: لقد جئنا إلى هنا في مهمة دينية وهي تلاوة القرآن الكريم. فقالت لي : هل رأيت عنصرية هنا ؟ قلت لها:
إنني جئت إلى هنا لأقرأ القرآن , ولست باحثاً عن العنصرية ولا غيرها .. فجاء صحفي يبدو أنه عنصري وقال : أنا أعرف أنكما
شخصيتان مهمتان . فهل تعلمان ما أعد لكما من تأمين على حياتكما قبل أن تأتيا إلى هنا ؟ .. فقلت له: يا أخي لسنا في حاجة إلى
تأمين لأننا جئنا لقضاء بعض الأيام الطيبة بين أشقائنا من المسلمين هنا على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وصفاتهم, ونحن بمثابة الآباء
لهم فهل يحتاج الأب إلى من يحميه من أبنائه ؟ كل هذا في حديث تليفزيوني فلما سمع الناس ذلك قابلونا ونحن متجهون إلى المسجد
وقالوا: ونحن حراس عليكما.
وفي نيجيريا نزلنا عند رجل ثري جداً بأحد الفنادق فتركنا وقال هذا الجرس تستخدموه عند الحاجة ولما جعنا ضغطت على الجرس
فجاء رجل طوله متران ونصف ولا يفقه كلمة عربية واحدة ولا حتى إنجليزية فأشرت له بإشارات عرف منها أننا نتضور جوعاً,
فأحضر كتاباً به قوائم للطعام بالإنجليزي , وزاد الموقف صعوبة فقال لي الشيخ عبدالباسط : اصرفه فضحكت وقلت له: كيف
أصرفه أقرأ عليه قرآن يعني ؟ وضحكنا وبعد فترة من الوقت جاءنا الطعام.
السفر إلى دول العالم :
لم يترك الشيخ الرزيقي بلداً عربياً ولا دولة إسلامية ولا جالية إسلامية في دولة أجنبية ولا جزيرة في عرض بحر إلا وذهب إلى
المسلمين في شهر رمضان ليمتعهم بما أفاء الله عليه من نعمة حفظ كتاب الله والحافظ عليه بتلاوته بما يرضي الله تعالى ..
وسر تدفق الدعوات الخاصة على الشيخ الرزيقي من الدول الشقيقة لإحياء شهر رمضان والمناسبات الدينية المختلفة هو أنه يراعي
الله في تلاوته ويتقيه ويؤدي أداءً محكماً ليرضي الرب قبل إرضاء العبد ولا نظن أن ما يرضي الخالق لا يرضي المخلوق وأنّ
ما يرضي الحق جلت قدرته يجعل العباد في شوق إلى هذا الأداء الملتزم الموزون بكل دقة.
مواقف طريفة لا ينساها الشيخ الرزيقي :
حياة الشيخ أحمد الرزيقي حافلة بالذكريات المختلفة عبر رحلة ممتدة عبر ما يقرب من أربعين عاماً قضاها في رحاب هدى القرآن
ونوره وخاصة الذكريات والمواقف مع مثله العليا من العلماء والفقهاء والأدباء يقول الشيخ الرزيقي : (( .. وأثناء اختباري كقارئ
بلجنة اختبار القراء بالإذاعة والتي كان الشيخ الغزالي رحمه الله أحد أعضائها .. طلب مني فضيلته أن أقرأ سورة التغابن تجويداً ..
فقلت لفضيلته : لم أعود نفسي على تجويدها , ولكنني أجيد أداءها ترتيلاً . فأصر وألح عليّ لأجودها , ولكنني كنت أكثر إصراراً
فقال له زميله باللجنة المرحوم الدكتور عبدالله ماضي يا شيخ محمد الشيخ أحمد الرزيقي صادق وهذه تحسب له .. فأود أن تجعله يقرأها مرتلاً
.. وكان الشيخ محمد الغزالي سمحاً ما دام الأمر لا يؤثر على أحكام الدين والقرآن فقال لي : رتلها يا شيخ أحمد فرتلت سورة التغابن
وسعد الشيخ الغزالي بالأداء لدرجة أنه شكرني وأثنى على أدائي المحكم . ودارت الأيام ومرت مر السحاب , صنع الله الذي أتقن كل
شيء وبعد أن أصبحت قارئا مشهوراً بالإذاعات العالمية جاءتني دعوة لإحياء شهر رمضان بدولة قطر عام 1985م وشرفت بصحبة
الشيخ محمد الغزالي الذي دعي لإلقاء دروس العلم .. وفي ليلة بدر وكان مقرراً أن أبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن ويقوم فضيلة الشيخ الغزالي
بالتعليق على ما أتلوه .. فطلب مني أن أقرأ من سورة آل عمران : (( .. ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة )) فقلت له إنني سأقرأ
(( التغابن )) فابتسم ابتسامة عريضة ولأنه صاحب مكانة جليلة وأخلاق كريمة قال اقرأ آيتين من آل عمران ثم اقرأ التغابن
حتى نتحدث في المناسبة ثم أقوم بتفسير ما تقرأه من التغابن .. لم أقصد من وراء قولي هذا لفضيلة الشيخ الغزالي إلا لأذكره
فقط بما حدث بلجنة الاختبار.
ولن أنسى موقفاً حدث لي ببريطانيا في مدينة شفيلد :
وهذا الموقف مهم جداً أذكره لبعض المدعين أنهم مسلمون وهم يقتلون الأبرياء ويهددون ضيوف مصر القادمين لرؤية حضارة مصر
والاستمتاع بجوها الساحر !! نزلت في منزل الشيخ زهران إمام المسلمين هناك وكنت أستيقظ متأخراً بعد ما يخرج الشيخ زهران إلى عمله.
ولأنني بمفردي بالمنزل. دق الجرس ففتحت الباب فوجدتهم مجموعة من الأطفال فقالوا: لي صباح الخير بالإنجليزية ورديت التحية
عليهم, ولم أعرف منهم ماذا يريدون, وكانت هناك سيدة ترقب الموقف من أمام منزلها فجاءت مسرعة لتعتذر لي وصرفتهم وانصرفت
السيدة ومعها الأطفال, ونسيت ما حدث لأنه شيء عادي من وجهة نظرنا هنا, ولكن في المساء فجأة دق جرس الباب ففتح الشيخ زهران,
وقال لهم: ماذا تريدون ؟ قالوا نريد الشيخ. قال لهم: لماذا ؟ فقالوا لنشرح له ما حدث من الأطفال في الصباح, ونعتذر له. وجلست
مع الوفد الذي جاء تقديراً واحتراماً لي, وقالوا لقد جاء الأطفال ظنّا منهم أن أبناء الشيخ زهران بالمنزل, لأن الأطفال هنا تعودوا
على الخروج إلى الجناين ليتنزهوا, ولقضاء يوم السبت بالمنتزهات, وكذلك يوم الأحد والأطفال الذين حضروا إلى هنا وأزعجوك
هم أعضاء إحدى جمعيات الأطفال , ونحن جميعاً المسئولين عن الجمعية, فجئنا ومعنا الأطفال حتى نعتذر لك عما بدر منهم, لأنك
ضيف عزيز, ويجب أن نعمل على راحتك. فقلت في نفسي يا ليتنا في مصر نعرف حق الضيف كما يعرف هؤلاء.
حصل الشيخ أحمد الرزيقي على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديراً لدوره في خدمة القرآن الكريم كما حصل على العديد من
الميداليات وشهادات التقدير ولكن أغلى شهادة وأعظم وسام حصل عليه كما يقول هو حب الناس إليه.
11-القارئ الشيخ /طه الفشـــــني_رحمه الله
نبذه عن حياته
الشيخ طه الفشني المؤذن الأول للمسجد الحسينى وأشهر من قرأ سورة الكهف :
انحبس صوته فى القاهرة لأسابيع طويلة وعلى جبل عرفات انطلق صوته يؤذن لصلاة العصر الشيخ الجليل طه الفشنى طوال سبعين
عاما مقرئا للقرآن الكريم ورائدا للإنشاد الدينى، وصاحب مدرسة فى تجويد القرآن.
فكان أول من أدخل النغم على التجويد مع المحافظة على الأحكام وقد اشتهر الشيخ طه الفشنى بقراءته لسورة الكهف، وكان المؤذن الأول
للمسجد الحسينى، ولا تزال تسجيلاته شاهدة على نبوغه وعلمه بأصول التلاوة ويرتبط الإنشاد الدينى فى مصر والعالم الإسلامى بحلول شهر رمضان المعظم.
ومع توالى السنين عرف المسلمون فى شتى بقاع الأرض عددا من مشاهير القراء، الذين ذاع صيتهم ولمع نجمهم فى مجال تجويد القرآن والإنشاد الدينى والتواشيح
وعلى رأسهم الشيخ طه الفشنى.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ طه الفشنى بمدينة الفشن إحدى مدن محافظة بنى سويف عام 1900م فى أسرة متدينة، والتحق بكتاب القرية وبه حفظ القرآن الكريم وتميز بين أقرانه
بالصوت الجميل فى التلاوة، ثم التحق بمدرسة المعلمين بالمنيا، وحصل فيها على دبلوم المعلمين.
ثم رحل إلى القاهرة قاصدا الالتحاق بمدرسة دار العلوم العليا، ولكن الأحداث السياسية التى كانت تمر بها مصر واندلاع ثورة 1919 حالتا دون التحاقه بدار العلوم،
فتوجه إلى الأزهر الشريف، وما لبث أن أصبح مشهورا بقدرته على أداء التواشيح الدينية فى مختلف المناسبات.
وقد بدأ الشيخ طه الفشنى حياته العملية مطربا وكان فى وسعه أن يستمر فى الغناء لولا النزعة والتربية الدينية التى اكتسبها من دراسته فى الأزهر وكان لسكنه فى
حى الحسين أثر كبير فى تردده على حلقات الإنشاد الدينى، إلى أن نبغ وأصبح المؤذن الأول لمسجد الإمام الحسين كما كان يرتل القرآن الكريم فى مسجد السيدة سكينة،
واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة وكذا إجادته تلاوة وتجويد قصار السور.
موعد بالصدفة:
وفى عام 1937م كان الشيخ طه الفشنى يحى إحدى الليالى الرمضانية بالإمام الحسين، واستمع إليه بالصدفة سعيد لطفى مدير الإذاعة المصرية فى ذلك الوقت،
فعرض عليه أن يلتحق بالعمل فى الإذاعة، واجتاز كافة الاختبارات بنجاح، وأصبح مقرئا للإذاعة ومنشدا للتواشيح الدينية على مدى ثلث قرن.
وكان عشاق الشيخ الفشنى يسهرون حتى الفجر وليستمعوا إليه وهو يؤدى الابتهالات والأذان فى المسجد الحسينى، وكانوا يحرصون أيضا على سماعه وهو ينشد
التواشيح فى الليلة اليتيمة بمولد السيدة زينب خلفا للشيخ على محمود.
واستطاع الشيخ طه الفشنى أن يحفر اسمه بين أعلام فن التواشيح، الذى ضم الكثيرين، وكان أبرزهم الشيخ على محمود وطه الفشنى ومحمود صبح والشيخ زكريا
أحمد والشيخ إسماعيل سكر والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ سيد النقشبندى.
ويحسب للشيخ الفشنى جهوده الرائدة للحفاظ على فن التواشيح، وسائر فنون الإنشاد الدينى من خلال تدريب المواهب الصاعدة من بطانة المنشدين.
مقرئ التلفزيون :
وكان الشيخ طه الفشنى يرتل القرآن الكريم بقصرى عابدين ورأس التين بصحبة الصوت المعجزة الشيخ مصطفى إسماعيل لمدة تسع سنوات كاملة وعندما بدأ التلفزيون
إرساله فى مصر كان الفشنى من أوائل قراء القرآن الكريم الذين افتتحوا إرساله وعملوا به.
وفى التليفزيون لأول مرة يوم 26 أكتوبر 1963 وهو يتلو بعض الآيات من سورة مريم وحتى وفاته. وكان الشيخ طه الفشنى تقيا ورعا محبا للخير.
ولا ينسى الذين عاصروه قصة انحباس صوته التى شغلت محبيه عدة أسابيع وتروى خيرية البكرى فى أخبار اليوم تلك القصة فتقول: لقد شاهدت إحدى الكرامات
فقد كنت ذاهبة لرحلة الحج وكنا نستقل الباخرة واستلفت نظرنا وجود شيخ جليل بيننا، تعلو وجهه علامات الأسى والحزن وهو يجلس على الباخرة صامتا، ويحيط به
جمع من أقاربه، وهو سارح يتعبد فى صمت.
ولما سألنا عنه قيل لنا أنه الشيخ طه الفشنى أشهر قراء القرآن الكريم، وأنه فقد صوته فجأة منذ عدة أسابيع ولم يفلح الأطباء فى علاجه وافترقنا إلى أن جمعتنا البقعة
المقدسة يوم عرفة وكنا نستعد لصلاة العصر وفجأة شق الفضاء صوت جميل يؤذن للصلاة صوت ليس غريبا علينا وكان هذا الصوت هو صوت الحاج طه الفشنى
وقد استرد صوته بفضل الله وبكيت تأثرا وفرحا.
سفير الإسلام:
وعلى مدى عمره الذى يجاوز السبعين بعام واحد، كان الشيخ طه الفشنى خير سفير لمصر فى البلدان الإسلامية التى زارها لإحياء الليالى بها، ومنحه رؤساء هذه
الدول أوسمه وشهادات تقدير كثيرة. كما تولى منصب رئيس رابطة قراء القرآن الكريم بعد وفاة الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى.
وفاته:
وبعد حياة حافلة مع القرآن الكريم والمديح النبوى والإنشاد الدينى وفى العاشر من ديسمبر عام 1971م رحل الشيخ طه الفشنى تاركا خلفه كنوزا من التسجيلات القرآنية
والتراتيل والإنشاد الدينى فى الإذاعة والتلفزيون وقد كرمته الدولة عام 1981م فمنحت اسمه وسام الجمهورية فى مجال تكريم حملة القرآن الكريم.
- القارئ الشيــــخ عبد العظيــــــــم زاهــر_ رحمه الله
نبذه عن حياته
ولد الشيخ عبد العظيم زاهر في الثاني والعشرين من شهر فبراير عام 1904 بقرية مجول بمحافظة القليوبية
حفظ القرآن الكريم في الكتاب وعمره لم يتجاوز الثامنة
حضر الي القاهرة والتحق بمعهد القراءات وتعلم علي يد الشيخ خليل الجنايني
التحق بالاذاعة المصرية في شهر فبراير عام 1936 وكان الاذاعي سعيد باشا لطفي يلقبه بصاحب الصوت الذهبي ،
وقدمه الاذاعي محمد فتحي ليقرأ علي الهواء مباشرة بهذا اللقب .
قال عنه الشيخ ابو العنين شيعيشع : ( مزمار من مزامير داود )
وقال الشيخ علي محمود : ( لم يخطئ قط وكان حافظا جيدا للقرآن الكريم )
قبل تمصير الاذاعة اختلف الشيخ عبد العظيم زاهر مع ماركوني مدير الاذاعة وقال له : ان الاذاعة تتشرف بنا نحن المشايخ
ولانجد هذا الشرف في وجودك علي رأسها ، وناصره في ذلك الشيخ محمد رفعت وقاطعا الاذاعة مما دفع الجمهور بالمطالبة بعودتهما
، وبالفعل تحققت رغبة الجمهور
تم اختيار الشيخ عبد العظيم زاهر ليقرأ القرآن الكريم في مسجد محمد علي بالقاهرة واستمر حتي قامت ثورة يوليو في عام 1952
بقيادة جمال عبد الناصر والضباط الاحرار..سجل لمختلف الاذاعات المصرية والاجنبية ...
شارك في البعثات التي ارسلتها وزارة الاوقاف المصرية لاحياء ليالي شهر رمضان في الدول العربية الشقيقة
يحكي عن الشيخ الجليل عبد العظيم زاهر .. ان رجلا استأجر ارضه التي يملكها وفي موسم القطن اتلفت دودة القطن الزرع فسعي
المستأجر لبيع جاموسته لسداد ما عليه من ديون فعرف الشيخ عبد العظيم زاهر بذلك فما كان منه الا ان اسقط الدين عن الرجل
اختير الشيخ الجليل لقراءة القرآن الكريم في مسجد صلاح الدين بالمنيل وظل به حتي الخامس من شهر يناير عام 1971 حيث فاضت روحه الي بارئها
في عام 1991 منح الرئيس محمد حسني مبارك اسم الشيخ عبد العظيم زاهر وسام الجمهورية من الطبقة الاولي في الاحتفالية التي اقيمت في شهر رمضان لليلة القدر .
13- القارئ الكروان الشيخ / محمد الليثي
نبذه عن حياته
الشيخ/محمد الليثى رحمه الله من مواليد 1952 بقرية النخاس مركز الزقازيق محافظة الشرقية نشأ وترعرع فى بيت القران فوالدة الشيخ/
محمد ابو العلا كان محفظ القران الوحيد فى القرية فحفظ ابنه القران وهو ابن الثالثة من عمره فمن الله عليه بحفظ القران كاملا وهو ابن السادسة
من عمرة وتعلم الشيخ محمد الليثى الصغير من والدة فن التلاوة وكذلك تعلم القراءات على ايدى كبار المقرئين انذاك وبدأ يقرأ فى المناسبات المختلفة داخل القرية
وهو ابن الخامسة عشر من عمرة فذاع صيته فى القرى المجاورة وبدأ يعرف الشيخ/محمد الليثى داخل محافظة الشرقية وبهر الناس بحلاوة صوته
وطول نفسه انذاك وكانت الناس فى حالة دهشة واستغراب من ذلك الفتى الذى يستطيع ان يقلد اكبر القراء جميعهم فى ايه واحدة مثل/الشيخ عبدالباسط
عبد الصمد - والشيخ/مصطفى اسماعيل - والشيخ/محمد رفعت -والشيخ/البهتيمى- والشيخ/السعيد عبد الصمد الزناتى فزاعت شهرتة خارج المحافظة
حتى دخل الاذاعة المصرية عام1984 وعرفته مصر كلها بصوته المميز القوى حتى لقب بعملاق القراء فى مصر انذاك واصبح القارئ الاول فى
محافظة الشرقية والمحافظات المجاورة واحيا العديد والعديد من الحفلات على الهواء مباشرة من اكبر مساجد مصر كمسجد الحسين والسيدة زينب والنور
بالعباسية والامام الشافعى والكثير والكثير من مساجد مصر وسافر العديد من بلدان العالم مثل ايران والهند وباكستان وجنوب افريقيا والمانيا وعدة ولايات
من امريكا وسافر دولة ايران سنة2000 فى شهر رمضان وعندما عاد
احس بالتعب فى صوته واجرى العديد من الفوحوصات الطبية على مدار 6 سنوات حتى وافته المنيه وانتقل الى جوار ربه يوم الاحد5/3/2006
فرحم الله عملاق القراء فى مصر والعالم الاسلامى فضيلة القارئ الاذاعى اللامع
الشيخ/محمد محمد ابو العلا الليثى خادم القرأن الكــــــــــــريم
14-القارئ الشيخ / السيد متولى عبدالعال متعه الله بوافر الصحه
ولد القارئ الشيخ سيد متولى بقرية الفدادنة مركز فاقوس بمحافظة الشرقية فى أسرة يعمل عائلها بالزراعة كبقية اهل القرية.
كان والده يتطلع الى السماء داعيا رب العزة أن يرزقه ولدا بعد البنات الاربع ليكون لهنرجلا بعد وفاته. وكانت الأم فى شوق الى ابن يقف
بجوار شقيقاته الاربع بعد رحيلها حتى تطمئن على بناتها بوجود أخ لهن عند الشدائد والملمات ويجدنه بجوارهن دائما. وتأكيدا لرغبة الأم
الشديدة فى إنجاب غلام حليم دعت الله ان يهبها ولدا لتهبه لحفظ القرآن الكريم ليكون احد رجال الدين وخادما لكتاب الله عز وجل وعاملا بحقل
الدعوة الاسلامية واستجاب الولى لرجاء الوالدين ورزقهما بطفل ليبعث فى نفسيهما الامل ويبث فى قلبيهما السكينة والاطمئنان. عم الفرح البيت
بمقدم الوليد وسهرت الأم ليلها ونهارها ترقب نمو ابنها متمنية ان تراه رجلا بين عشية وضحاها وتعاقب الليل والنهار وتوالت الشهور وبلغ
الابن الخامسة من عمره فأخذه ابوه وذهب به الى كتاب القرية الى الشيخة «مريم السيد رزيق» التى ستقوم بتلقينه الآيات والذكر الحكيم. وتعاهد
الاثنان والوالد والشيخة على الاهتمام بالابن سيد متولى أدق ما يكون الاهتمام، ورعايته افضل ما تكون الرعاية فتعاون البيت مع الكتاب مع الطفل
ابن الرابعة حتى يتفرغ الطفل ابن الرابعة لحفظ القرآن ومراجعته واجادة نطقه. وجدت الشيخة مريم علامات النبوغ لدى تلميذها فانصب اهتمامها عليه
وعاملته معاملة متميزة لتصل به الى حيث تضعه الموهبة دون تقصير من المحفظة التى تخرج على يديها وفى كتابها مئات من الحفظة مما مكنها من
معرفة إمكانات الموهوب كملقنة لها خبرتها ونظرتها الثاقبة.
يقول الشيخ سيد متولى عن مرحلة الطفولة: (ولولا الشيخة مريم وفضلها علًى ما استطعت إتقان القرآن بهذا الاتقان. ومازلت أذكر محاسنها وإمكاناتها
وأمانتها فى التحفيظ والتلقين والصبرعلى تلاميذها وكيفية التفانى فى الحفظ بطريقة تميزها على بقية المحفظين، بالاضافة الى قناعتها بما كتبه الله،
ولانها مكفوفة اعتبرت عملها تقربا الى الله وكانت تردد لنا قول النبى صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وعندما يتخرج فى كتابها
حافظ وقارئ تجدها اسعد من فى الوجود وكأنها ملكت الدنيا فى قبضتها واقتربت من ابواب الجنة باعتبارها من ورثة العلماء. وهى الآن مازالت تحفظ
القرآن متمتعة بالقبول والرضا ويكفيها من الخير أنهم يزفون اليها البشرى من ربهم بأن لها من الله اجرا عظيما. ولما بلغ الفتى القرآنى سيد متولى السيد
عبدالعال الحقه والده بالمدرسة الابتدائية بالقرية فلم ينشغل بالدراسة عن الكتاب لأن القرآن كنز الدنيا والآخرة.
عرف الشيخ سيد متولى بين زملاء المدرسة واشتهر أنه قارئ للقرآن وسعد به المدرسون وقدموه لتلاوة القرآن كل صباح بالمدرسة، وكثيرا ما افتتح
الحفلات التى كانت تقام فى المناسبات المختلفة بالمدرسة، وكان يتردد على كتاب الشيخة مريم حتى أتم حفظ القرآن كاملا وهو فى سن الثانية عشرة من
عمره حتى اصبح قارئ القرية فى المناسبات والمآتم البسيطة واحيا ليلة الخميس والاربعين فنجح فى ذلك بتفوق فأشار بعضهم على والده ان يذهب به الى
الشيخ (الصاوى عبدالمعطي) مأذون القرية ليتلقى عليه احكام التجويد، وخاصة انه يجيد حفظ القرآن وتلاوته بصوت قوى وجميل ولاينقصه إلا دراسة الاحكام
وأجاب الوالد لتوجيه المقربين إليه وذهب بابنه الى الشيخ «الصاوي»، حيث علمه احكام التجويد برواية حفص بإتقان مكنه من تلاوة القرآن بجوار عمالقة القراء.
بعد عام 1980 وصلت شهرة الشيخ سيد متولى الى المحافظات وامتدت فى نفس العام فى بعض الدول العربية والاسلامية من خلال تسجيلاته على شرائط
الكاسيت التى جعلته اشهر قراء الاذاعة وتفوق على كثير من قراء الاذاعة من حيث الشهرة وحب الناس له. ويرجع سبب هذا التفوق الى تمتعه بصوت قوى
جدا وطول فى النفس بغير شهيق وصوت رخيم عريض جميل، وقدرته على التلوين وفهمه لمعانى كلمات القرآن متميزا على زملائه بأرتداء الطربوش (المغربي)
الذى كان يرتديه الشيخ ابوالعينين شعيشع فى بداية حياته مع القرآن.
قام الشيخ سيد متولى بتسجيل القرآن لبعض الاذاعات العربية له تسجيلات تذاع بالاردن وايران وبعض دول الخليج. وهو الآن اصبح من مشاهير القراء الاذاعيين
وخاصة بعدما دخلت تسجيلاته كل بيت وفى كل يد وخاصة السيارات والمحلات المنتشرة فى اكبر ميادين المدن الكبيرة. ويقول عن سبب شهرته وانتشاره بقوة:
(والسبب الحقيقى فى شيوع صيتى هو اننى اراعى الله فى تلاوتى لكتابه. والقارئ اذا كان مخلصا للقرآن وللناس فلن يجد إلا القبول والتوفيق. وعن علاقاتى فهى
جيدة مع كل الناس وخاصة زملائى القراء ولكن فى حدود، لأنى دائما أراجع القرآن فى أوقات الفراغ. وأما عن التقليد فلست من مؤيديه لأن الناس دائما يحنون الى الأصل
وهذا لا ينفى التقليد فكل قارئ يبدأ مقلدا ولكن فى الوقت المناسب يجب أن يستقل بشخصيته وطريقته التى تميزه).
15-القارئ الشيــخ / عبــد الفتـــاح الطاروطـــى متعه الله بوافر الصحة
نبذه عن حياته
بداية الطاروطى
البداية كانت فى أسرة قرآنية نشأ فيها على حب كتاب الله عز وجل منذ نعومة أظافره ..تعلق قلبه وعقله بعشق قراءة ودراسة
القرآن وتحصيل علومه ،فبعد ثمانى سنوات من مولده انضم لحفظة كتاب الله ومضى فى رحلته الطويلة مع القرآن الكريم ،
فى مسيرة تستحق التأمل والدراسة .القارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطى ..كروان القراء فى العصر الحديث ..التف حول صوته
قلوب وعقول ملايين المسلمين فى مصر والعالم الإسلامى على مختلف المستويات والأعمار .. وكان القرآن له علما وعملا ،
ولم يجعل لحياته غاية سوى خدمة كتاب الله وشرف الانتساب إلى أهله ..ولتمكنه من أدوات القراءة منحه الإيرانيون وسام التكريم
الإيرانى ،ولقوة صوته ودوره فى خدمة كتاب الله منحه الباكستانيون شهادة التقدير الفخرية كثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ
عبدالباسط عبد الصمد .البداية كانت من قرية طاروط إحدى قرى مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ،التى شهدت مولده فى التاسع
والعشرين من أبريل عام 1965م لأب حافظ لكتاب الله ،وأم محبة لأهل القرآن ..وفى هذه الأسرة القرآنية نشأ الشيخ الطاروطى
على حب كتاب الله ، وتعلق قلبه وعقله بعشق دراسة وتحصيل علومه ،فبعد ثمانى سنوات من مولده تشرف الشيخ طاروطى بشرف
الانتساب إلى حفظة كتاب الله ،بعد أن أتم حفظه على يد والده والشيخ عبد المقصود السيد النجار شيخ كتاب القرية ،ثم واصل مشواره
الدراسى وأخذ ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ،ومن نجاح إلى نجاح ،حتى تخرج فى كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية ،بتقدير جيد جدا
وكان ذلك عام ..1988 لتبدأ بعد ذلك رحلته مع كتاب الله والدعوة الإسلامية .. ففى العام التالى من تخرجه عين إماما وخطيبا بأوقاف
الشرقية ،ومنذ أو لخطبة له نال الشيخ الطاروطى إعجاب الناس وتقديرهم لعلمه الوفير وعذوبة صوته وتمكنه من أدوات قراءة القرآن الكريم
، وتطلعه إلى إضافة كل جديد لقراءة القرآن ، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى زادت شعبيته ،فكان عدد جمهوره يتضاعف يوما بعد يوم .
ونظرا لتميز أدائه بين قراء العصر الحديث ،لقب الشيخ الطاروطى بلقب كروان القراء ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف له ليشارك بعثاتها
القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية.
رحلاته القرآنية
بدأت رحلاته القرآنية عام 1996بدعوة من المركز الإسلامى فى أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية ..وقد تميز عن غيره
من القراء فى هذه الرحلة بأنه كان يقرأ القرآن الكريم ثم يقوم بتفسير الآيات التى يقرأها ،وأمام قوة صوته وغزارة علمه بالتفسير وأحكامه
،استجابت قلوب المستمعين له ،وأسلم على يديه فى هذه الرحلة عشرة من الأمريكيين ..ومنذ ذلك الحين توالت سفرياته كأحد سفراء القرآن الكريم
إلى دول العالم المختلفة ،ففى عام 2000 سافر إلى أسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالى شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامى المعروف باسم
مسجد الملك خالد وكعادته لم يكتف الشيخ الطاروطى بقراءة القرآن لجمهور المركز ، ولكنه أضاف إلى ذلك الإمامة والأذان فى الصلوات ،
وإلقاء الدروس الدينية للسيدات بعد صلاة العصر وفى المساء للرجال ، وكان ثمرة ذلك أن أسلم على يديه خمس سيدات أصبحت واحدة منهن
داعية إسلامية ،ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة .وفى عام 2001 وعلى مدى ثلاث سنوات متتالية ، اختارته
وزارة الأوقاف رئيسا لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالى رمضان هناك ،وكان فى كل عام يقرأ الليلة الأولى من رمضان
فى مسجد الإمام آية الله الخومينى الذى يتسع لخمسة ملايين مصل ،وعلى مدى السنوات الثلاث تعلق الإيرانيون بصوت الشيخ الطاروطى
،ونظرا لإعجابهم الشديد بقوة صوته قاموا بتسجيل إحدى الليالى القرآنية له على شريط كاست يستمع له فيه خمسة ملايين من أفراد الشعب
الإيرانى .وهكذا صار للشيخ الطاروطى جمهوره الخاص فى إيران ،ووجدت قاعدة عريضه منه تأخذ بطريقته وبمدرسته فى التلاوة
،ليكون الشيخ الطاروطى بذلك صاحب مدرسة قرآنية بإيران إلى جانب مدرسة الشيخ عبد الباسط ومدرسة الشيخ محمد رفعت ،
،مما دفع الرئيس الإيرانى السابق رافسنجانى إلى منحه وسام التكريم الإيرانى أمام حشد كبير من الشعب الإيرانى .
الدكتوراة الفخرية
ولأنه صار أحد عمالقة القرآن الكريم فى عالمنا المعاصر منحته الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان الدكتوراه الفخرية ،
تقديرا لدوره فى خدمة القرآن الكريم ليكون بذلك ثانى قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبدالصمد .وأخيرا وعن
المصحف المرتل يقول الشيخ الطاروطى :ليس لدى أى مانع من تسجيل المصحف المرتل للإذاعة ،إذا ما طلب منى ولكنى
سأقوم بصفة شخصية عن طريق إحدى شركات الكاسيت بتسجيل مصحف مرتل بالاستعانة بأحد علماء القراءات وأعضاء
لجنة اختبار القراء بالإذاعة لإجازته من الأزهر الشريف وسأقدمه هدية للإذاعة المصرية .
وأخيرا أمعنوا النظر في من يتواجد الان من قراء هل فيهم واحد يكاد يجمع بين الصوت الحسن واجاده الاحكام او عليه قبول
لسماع صوته ولو ربع عدد متابعي قرائنا الكرام_ لا لن تجدوا فمع احترامى لكن من يتواجد ليس هناك سواهم وان كان هناك
بعض قراء التلاوة ممن يستحقوا الاشاده لكن منهم من يتخلى عن المقامات او الاحكام من اجل جمال الصوت ومنهم من تشعر
انه يكاد يغنى ، اما بالنسبه للتجويد فليس هناك بعد الطبلاوى والسيد متولى سوي الطاروطى مسيطر على الاجواء ويلحق به
من بعيد الشيخ حجاج الهنداوى الشاب الطموح
وان وجدتم شيخ فيه مميزات لم اراها - فأنا واثق كل الثقه انكم لن تجدوا اى شيخ قرأ كل انواع قراءه القران _ فالقراء من 9:1 نجد انهم يتميزوا
عن من سواهم فى انهم قرأو القران تلاوة،حدر،تجويد،حفلات خارجيه...
اخيرا اسف على الاطاله لكن الموضوع ارهقنى فانا اكتبه وانسقه من حوالى اكثر من ثلاث ساعات ولا اريد منكم الا دعوة بظهر
الغيب لي ولوالدى ان يردنى الله اليهم ردا سليما وان يحفظهما كما ربيانى صغيرا
اخوكم فى الله aabkarino